سجل تطوير تقنيات الطاقة المتجددة وانتشارها زيادة كبيرة في جميع أنحاء العالم، كما أن مستقبل الطاقة الشمسية المركزة يعد أيضاً مثيرة للاهتمام. ومع إعلان هيئة كهرباء ومياه دبي مؤخراً عن إطلاق محطات الطاقة الشمسية المركزة التي تمثل المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، والتي تم الإعلان عن مستوى تعرفة منافس عالمياً وصل إلى 7,3 سنت أمريكي/كيلو واط بالساعة (1 ريال سعودي/كيلو واط بالساعة)، وتم منح العقد لتحالف تقوده شركة أكوا باور (شركة سعودية لتوليد الطاقة وتحلية المياه)، وتظهر هذه التعرفة أن أسعار محطات الطاقة الشمسية المركزة تنخفض بشكل كبير وقد أصبحت الآن قادرة على منافسة التقنيات التقليدية الأخرى. ومن الواضح أيضاً أن النظرة العالمية تجاه الطاقة الشمسية المركزة تزداد إيجابية.
وقامت محطة بوكبورت للطاقة الشمسية المركزة في جنوب أفريقيا، المحطة التي تصل استطاعتها إلى 50 ميغا واط والتي تمت الموافقة عليها خلال نافذة المناقصة الثانية لبرنامج الطاقة المتجددة المستقل في جنوب أفريقيا، بالاحتفال بعلامة بارزة أخرى في العام الثاني من الإنتاج. وأعلن الرئيس التنفيذي لمحطة بوكبورت، السيد رينو لاكوك، أن المحطة سجلت في يوم 27 نوفمبر 2017 إنتاجا قدره 1009,31 ميغا واط في يوم واحد. وهو أعلى إنتاج خلال 24 ساعة وصلت له المحطة. وكان الرقم القياسي السابق هو 999,13 ميغا واط في 28 نوفمبر 2016 يومياً، وهو ما يعادل 20 ساعة من عمليات التحميل الكاملة (مع توربينات باستطاعة 50 ميغا واط ونظام تخزين يمتد لـ 9,3 ساعة) أقرب إلى تقنيات التحميل الأساسي. وقد تجاوزت المحطة باستمرار جميع أولويات التركيز الرئيسية لبرنامج اتفاقيات شراء الطاقة المتجددة من محطات مستقلة من حيث التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتنمية المشاريع، وحصلت على العديد من الجوائز خلال العامين الماضيين على هذه الإنجازات. وأضاف لاكوك أن المحطة حققت عدد من الأرقام القياسية من حيث الإنتاج.
وتعد منطقة خيس في مقاطعة كيب الشمالية المستفيد المباشر من المحطة، حيث تم إنشاء 1300 وظيفة أثناء فترة البناء، مع وجود 62 وظيفة دائمة الآن في مرحلة التشغيل الكامل، ويتضاعف العدد عند الأخذ بعين الاعتبار العدد الإجمالي للعاملين في المحطة. وبالإضافة إلى ذلك، تم أيضا توظيف 20 متعلماً محلياً ليتم تطوير مهاراتهم ليصبحوا مشغلي محطات مهرة ويتمكنوا من صيانتها، وذلك بهدف تشغيل المحطة من قبل الأغلبية المحلية سكان منطقة خيس خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأعرب السيد ناندو بهولا، نائب العضو المنتدب لشركة أكوا باور لمنطقة الجنوب الأفريقي وعضو مجلس إدارة محطة بوكبورت للطاقة الشمسية المركزة، عن سعادته بأداء المحطة حتى الآن، وقال: "وصلت محطة بوكبورت إلى رقم قياسي أفريقي جديد بلغ 161 ساعة من العمليات المستمرة للمحطة للطاقة المتجددة بعد العمل ليلاً ونهاراً في مارس من العام الماضي، وعادت المحطة لتحثث أرقاماً جديدة الآن بعد تسجيل أعلى إنتاج يومي وهو أمر مميز حقاً. كما حققت المحطة في الآونة الأخيرة 100% من توقعات الإنتاج الأساسية لقاعدتها. لقد وضع مجلس إدارة محطة بوكبورت ضغوطاً كبيرة على فريق الإدارة لرفع مستوى توقعات الأداء بشكل عام، ومن الواضح أن الفريق يواجه التحدي من خلال وضع معايير جديدة باستمرار، ليس فقط في الإنتاج بل أيضاً من خلال التأثير الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي والإدارة البيئية المسؤولة للمحطة.
كانت تقنيات الطاقة المتجددة موضوعاً مميزاً لعدة جلسات نقاشية عقدت مؤخراً. ومع ذلك، فإن نجاح محطة أكوا باور بوكبورت للطاقة الشمسية المركزة، بعد عامها الثاني من العمليات فقط، قد أثبتت الإمكانات الشاملة لهذه التقنية. وأعربت الوكالة المغربية للطاقة الشمسية عن تقديرها لفوائد هذه التقنية من قبل شركة أكوا باور، وذلك من خلال رؤيتهم لمجمع "نور" للطاقة الشمسية في ورزازات، الذي سيكون أكبر مجمع للطاقة الشمسية في العالم مع قدرة توليد تصل إلى أكثر من 550 ميغا واط في العام 2018، ما يجعل من الشركة نموذجاً يحتذى به في تحويل الطاقة في القارة.
ومع قرب انتهاء وضع خطة الموارد المتكاملة في جنوب أفريقيا، فإن مستقبل برنامج الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا يجب ألا يكون غير واضح بعد الآن، خاصة بالنظر إلى النجاح الكبير الذي حققته محطة بوكبورت للطاقة الشمسية المركزة والمحطات المماثلة في جميع أنحاء جنوب أفريقيا وغيرها من البلدان ذات الموارد الشمسية الغنية المماثلة. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يؤثر مسار الأسعار الأخير إلى جانب وقت البناء السريع وإمكانات التوطين العالية وخلق فرص العمل على اعتماد تقنيات الطاقة الشمسية المركزة في خطة الموارد المتكاملة. ويجب على الطاقة الشمسية المركزة دون شك أن تأخذ مكانها الصحيح بين التقنيات المناسبة الأخرى في الآفاق المستقبلية الآمنة للطاقة.
إستلم أحدث الأخبار من أكوا باور
العودة إلى الخلف
شارك هذا
طباعة