توفير أمن الطاقة بتنويع مصادرها

نظرة السوق

شارك هذاشارك هذا

توفير أمن الطاقة بتنويع مصادرها

التاريخ 16 أكتوبر 2018

يعرّف تنويع مصادر الطاقة بأنه استخدام مصادر مختلفة لتوليد الطاقة من أجل تلبية الطلب عليها، وهي سياسية يتفق جميع خبراء الطاقة تقريبًا أنها حتمية لضمان الحصول على الطاقة دون انقطاعات مفاجئة. وتسعى الحكومات حول العالم إلى الوصول إلى أفضل مزيح متوفر من مصادر الطاقة المتنوعة لتقي بلادها من اضطراب إمدادات الطاقة ولتحظى بالمرونة الكافية لتلبية الطلب المتغير عليها خلال ساعات النهار والليل. وشهدت مصادر الطاقة خلال الأعوام القليلة الماضية تحولًا عالميًا كبيرًا واضحًا نحو الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة، فارتفع حجم الاستثمار في مشاريعها أضعافًا مضاعفة. وتتوقع أحدث الدراسات أن ترتفع حصة مصادر الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وحده بأكثر من ثلاث مرات من 5.6 بالمئة في العام 2016 إلى 20.5 بالمئة بحلول العام 20351

فلماذا يجب أن تهتم الحكومات بتطبيق سياسة مزج المصادر هذه؟

 

تكمن الإجابة في أن تنوع مزيج مصادر الطاقة يمثل ركيزة أساسية تضمن المحافظة على استمرار إمداد المستهلكين بالطاقة بصورة مستقرة ومستدامة بثلاثة طرق:

 

 

تعزيز أمن الطاقة

ما زال عدد السكان في معظم الدول في الشرق الأوسط يتزايد بمعدلات كبيرة، وتركز حكوماتها على تحفيز القطاع الصناعي فيها والمحافظة على نمو اقتصاداتها، وينعكس هذا مباشرة على قطاع الطاقة على شكل نمو سريع في الطلب عليها. والواقع أن المنطقة تحتاج إلى إضافة قدرة تبلغ 277 ميغا واط على قدرة محطات الطاقة العاملة حاليًا لتلبية الطلب المتوقع على الطاقة في العام 20352 مدفوعًا بزيادة النشاط الصناعي وتمدد العمران وإقامة محطات تحلية مياه البحر. ولهذا تتوجه الحكومات في المنطقة إلى الاستثمار بكثافة أكبر في مصادر الطاقة المتجددة ومبتعدة عن المحطات التقليدية. وتلعب مجموعة من العوامل دورًا أساسيًا في جعل مصادر الطاقة المتجددة حلًا مناسبًا ومستدامًا لتعزيز أمن الطاقة في تلك الدول، وأهم تلك العوامل توفر الشمس المشرقة والرياح القوية بصورة شبه دائمة في بلدان المنطقة مع تمتعها بالموارد المالية الكافية واقتران ذلك بالانخفاض العالمي لتكلفة تقنيات الطاقة المتجددة.

 

 

تخفيض الاعتماد على استيراد الطاقة
كثير من دول المنطقة تعتمد بنسب كبيرة على الطاقة المستوردة من الخارج لتلبية احتياجاتها، إما مباشرة أو تستورد النفط أو الغاز اللازم لإنتاج الطاقة. فمثلًا يستورد الأردن نحو 96 في المئة من احتياجاته من الطاقة، ويساوي هذا نحو 7 في المئة من ناتجه المحلي الإجمالي3.
ويعني هذا أن ارتفاع الطلب على الطاقة في الأعوام المقبلة سيستدعي زيادة الاعتماد على الطاقة المستوردة وزيادة الإنفاق عليها، ويطرح هذا الواقع تحديات سياسية واقتصادية كبيرة، ولا بد من لدول المنطقة من تطوير مواردها المحلية لإنتاج الطاقة وتنويعها.

 


حماية البيئة
يشهد العالم حاليًا ظاهرة تغير المناخ التي تؤثر على جميع الدول وتهدف إلى مكافحتها بمحاولة ابقاء معدل ارتفاع درجة الحرارة عالميًا تحت درجتين مئويتين بحلول نهاية القرن الحالي. إلا أن الدراسات الحديثة كشفت أن العالم يحتاج إلى نشر محطات توليد الطاقة المتجددة بسرعة أكبر بست مرات من معدله الحالي إن أردنا تحقيق ذلك الهدف4. ولهذا فإن تنويع مصادر الطاقة والتوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة يساعد أيضًا في إنقاذ كوكب الأرض بالحد من انبعاثات الكربون التي كانت ستطلق في الهواء لو اعتمد على محطات إنتاج الطاقة التقليدية.
واليوم أصبح تنويع الطاقة ميسرًا أكثر بسبب التقدم التقني المتسارع وتراكم الخبرات وزيادة حدة المنافسة بدخول عدد أكبر من الشركات في هذا القطاع والتحسن المستمر على تقنية تخزين الطاقة في البطاريات. ويعني هذا أن أهداف البلدان الطموحة في زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة ضمن مزيجها من مصادر الطاقة أصبحت اليوم أقرب من أي وقت مضى.

 

 

1الطاقة في الشرق الأوسط: توقعات 2035

2 الطاقة في الشرق الأوسط: توقعات 2035

3نيبكو 2016

4 تحول الطاقة العالمي: خريطة الطريق إلى 205 - الوكالة الدولية للطاقة المتجددة